ألم الركبة هو أحد الأعراض الشائعة التي تؤثر على حياة الملايين حول العالم، ويعد من أبرز أسباب زيارة المرضى لعيادات العظام والروماتيزم. تتكون الركبة من مفصل معقد يربط بين الفخذ والساق، ويحتوي على عدد من الأربطة، الغضاريف، الأوتار، والعضلات التي تعمل بتناغم لتوفير الثبات والحركة. لذلك، فإن أي اضطراب في أحد هذه المكونات قد يؤدي إلى ألم بدرجات متفاوتة. في هذا المقال، نقدم دليلًا مفصلًا عن ألم الركبة، يشمل أسبابه، أنواعه، أعراضه، وطرق التشخيص والعلاج.
تشريح الركبة ووظائفها
الركبة ليست مجرد مفصل بسيط، بل هي واحدة من أكبر وأعقد المفاصل في جسم الإنسان. تتكون من:
• العظام: عظمة الفخذ (Femur)، عظمة الساق (Tibia)، وعظمة رأس الركبة (Patella).
• الغضاريف: الغضروف الهلالي (Meniscus) الذي يعمل كوسادة بين العظام.
• الأربطة: الأربطة الجانبية والصليبية (الرباط الصليبي الأمامي والخلفي) توفر الثبات.
• الأوتار: تربط العضلات بالعظام وتُستخدم لتحريك المفصل.
• السوائل الزلالية: تقلل من الاحتكاك داخل المفصل.
تعمل هذه المكونات معًا لضمان حركة سلسة ومستقرة للمفصل. وأي خلل في أحد هذه العناصر قد يُسبب ألمًا في الركبة.
أنواع ألم الركبة
1- ألم حاد: يظهر فجأة بعد إصابة أو حركة خاطئة، ويكون شديدًا.
2- ألم مزمن: يتطور تدريجيًا ويستمر لأكثر من 3 أشهر.
3- ألم داخلي: مصدره داخل المفصل (غضروف، أربطة، سائل).
4- ألم خارجي: ناتج عن عضلات، أوتار، أو التهابات خارجية.
الأسباب الشائعة لألم الركبة
1. الإصابات:
• تمزق الأربطة، خصوصًا الرباط الصليبي الأمامي.
• تمزق الغضروف الهلالي نتيجة التواء.
• خلع أو كسر في مفصل الركبة.
• إصابات متكررة بسبب الرياضة.
2. الالتهابات:
• التهاب المفصل الإنتاني نتيجة عدوى.
• التهاب الجراب (Bursitis) – التهاب الأكياس المملوءة بالسائل.
• التهاب الأوتار نتيجة الإجهاد المتكرر.
3. الأمراض المزمنة:
• خشونة الركبة (Osteoarthritis).
• التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis).
• النقرس (Gout) – تراكم حمض اليوريك.
4. مشاكل ميكانيكية:
• انزلاق رأس الركبة عن مكانها الطبيعي.
• وجود أجسام حرة داخل المفصل.
• اختلال في طريقة المشي أو انحراف القدم.
5. عوامل خطر
• السمنة.
• التقدم في العمر.
• تاريخ سابق لإصابات الركبة.
• ضعف العضلات المحيطة.
أعراض ألم الركبة
• ألم موضعي أو منتشر.
• تيبّس وصعوبة في الحركة.
• تورم واحمرار.
• صوت فرقعة أو احتكاك.
• ضعف أو شعور بعدم الثبات.
• حرارة في المفصل.
متى يكون ألم الركبة خطيرًا؟
• إذا حدث فجأة دون سبب واضح.
• إذا صاحبه تورم شديد أو احمرار.
• عند وجود حرارة أو حمى.
• عدم القدرة على تحمّل الوزن.
• استمرار الألم لأكثر من أسبوعين.
• بعد سقوط أو إصابة مباشرة.
طرق التشخيص
1. الفحص السريري:
• تقييم نطاق الحركة.
• فحص التورم والتشوه.
• اختبارات ثبات المفصل.
2. الفحوصات التصويرية:
• الأشعة السينية: للكشف عن الكسور أو تآكل العظام.
• الرنين المغناطيسي (MRI): لتقييم الأنسجة الرخوة.
• الموجات فوق الصوتية: لفحص التهابات الأوتار أو التجمعات السائلة.
3. التحاليل المخبرية:
• تحليل الدم للكشف عن التهابات أو أمراض مناعية.
• تحليل سائل المفصل عند الاشتباه في وجود عدوى أو نقرس.
خيارات العلاج بالتفصيل
أولًا: العلاج التحفظي
• الراحة.
• كمادات باردة خلال أول 48 ساعة.
• رفع الساق لتقليل التورم.
•استخدام دعامة أو رباط ضاغط.
ثانيًا: العلاج بالأدوية
• مسكنات الألم (الباراسيتامول، الإيبوبروفين).
• مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
• أدوية النقرس في حال ارتفاع حمض اليوريك.
• الكورتيزون (عن طريق الفم أو الحقن).
ثالثًا: العلاج الطبيعي
• تمارين لتقوية عضلات الفخذ والساق.
• تمارين لتحسين نطاق الحركة.
• تمارين التوازن والثبات.
• العلاج المائي.
رابعًا: العلاج الموضعي
• مراهم وكريمات مضادة للالتهاب.
• لصقات طبية مسكنة.
• كمادات ساخنة بعد زوال التورم.
خامسًا: الحقن داخل المفصل
• حقن الكورتيزون: لتقليل الالتهاب.
• حمض الهيالورونيك: لتحسين حركة المفصل.
• الحقن البيولوجية مثل البلازما (PRP).
سادسًا: التدخل الجراحي
• جراحة المنظار لإصلاح الأربطة أو إزالة الأجسام الحرة.
• جراحة تصحيح وضع المفصل.
• استبدال مفصل الركبة كليًا.
دور التغذية ونمط الحياة
• فقدان الوزن لتقليل الضغط على المفاصل.
• تناول الأغذية المضادة للالتهاب مثل زيت الزيتون، الأسماك، والكركم.
• تجنب اللحوم المصنعة والسكريات.
• الحفاظ على نشاط بدني معتدل.
الوقاية من ألم الركبة
• ممارسة تمارين الإحماء قبل النشاط البدني.
• اختيار أحذية مريحة ومناسبة.
• تجنّب الحركات المفاجئة أو الحِمل الزائد.
• تقوية عضلات الفخذ والساق.
أهم الأسئلة الشائعة حول ألم الركبة
هل ألم الركبة دائمًا يحتاج علاجًا طبيًا؟
ليس دائمًا، لكن استمرار الألم أو صعوبته يستوجب التقييم.
هل يمكن أن يعود الألم بعد العلاج؟
نعم إذا لم يتم الالتزام بخطة العلاج والوقاية.
هل الرياضة تسبب ألم الركبة؟
بعض التمارين العنيفة أو غير الصحيحة قد تسبب ألمًا، لكن الرياضة المناسبة تقوي المفصل.
ما أفضل وضعية للنوم عند وجود ألم؟
النوم على الظهر مع وضع وسادة أسفل الركبة أو النوم على الجنب مع وسادة بين الركبتين.
الخاتمة
ألم الركبة قد يبدو عرضًا بسيطًا لكنه في بعض الأحيان يكون جرس إنذار لمشكلة صحية تحتاج إلى عناية.
التشخيص المبكر والالتزام بخطة علاج شاملة يمكن أن يُحدثا فرقًا كبيرًا في راحة المريض وجودة حياته.
لذلك، لا تتردد في طلب المشورة الطبية إذا شعرت بأي من الأعراض المقلقة، واعتنِ بركبتيك كما تعتني ببقية جسدك.