يُعتبر الحقن الموضعي لعلاج ألم الركبة خيارًا فعالًا ومهمًا للعديد من المرضى الذين يعانون من مشاكل مزمنة في مفصل الركبة، سواء بسبب التهابات المفاصل، خشونة المفصل، أو الإصابات المتكررة. وتتميز هذه الطريقة بأنها تتيح وصول العلاج مباشرة إلى موضع الألم، ما يُوفر راحة سريعة ويؤجل الحاجة إلى التدخلات الجراحية.
في هذا المقال، نستعرض أنواع الحقن الموضعية التي تُستخدم لعلاج ألم الركبة، الحالات المناسبة لها، فوائدها، محاذيرها، والإجابات عن أهم الأسئلة الشائعة.
أولًا: ما هو الحقن الموضعي؟
الحقن الموضعي هو إجراء يتم فيه حقن مادة علاجية مباشرة داخل مفصل الركبة باستخدام إبرة دقيقة، ويُنفّذ غالبًا تحت إشراف طبي باستخدام تقنيات التصوير (مثل الألتراساوند) لضمان دقة الموضع.
يهدف هذا النوع من العلاج إلى تقليل الالتهاب، تسكين الألم، أو تحسين وظيفة المفصل.
ثانيًا: أنواع الحقن الموضعية للركبة
1- حقن الكورتيزون (Corticosteroids)
• تُعد من أقدم وأكثر الحقن استخدامًا.
• تعمل كمضاد قوي للالتهاب داخل المفصل.
• مفيدة في حالات:
• التهاب المفصل العظمي (الخشونة).
• التهاب المفاصل الروماتويدي.
• التهاب الجراب أو الأوتار.
• يبدأ مفعولها خلال أيام ويستمر من أسابيع حتى عدة أشهر.
• يُنصح بعدم تكرارها أكثر من 3–4 مرات في السنة لتفادي ضعف الغضروف أو تآكله.
2- حقن حمض الهيالورونيك (Viscosupplementation)
• مادة شبيهة بالسائل الزلالي الطبيعي الموجود في الركبة.
• تُستخدم لتحسين التزليق وتقليل الاحتكاك.
• تُفيد في المراحل المبكرة والمتوسطة من خشونة الركبة.
• تُعطى على شكل سلسلة (عادةً من 1 إلى 3 حقن).
• آمنة لكنها أقل فعالية في الحالات المتقدمة من الخشونة.
3- حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)
• تُستخرج من دم المريض نفسه.
• تحتوي على عوامل نمو تُساعد في تجديد الأنسجة وتقليل الالتهاب.
• تُستخدم في:
• إصابات الأوتار.
• خشونة الركبة المبكرة.
• إصابات الغضاريف.
• نتائجها واعدة، لكنها تحتاج لعدة جلسات وقد تختلف فعاليتها من مريض لآخر.
4. حقن الستيرويدات طويلة المفعول
• تُستخدم في حالات الألم المزمن المصحوب بتورم مستمر.
• تؤمن راحة طويلة نسبيًا.
• تُعتبر خيارًا لبعض مرضى الروماتويد أو الالتهابات المناعية.
ثالثًا: الحالات التي يُنصح فيها باستخدام الحقن الموضعي
• ألم الركبة المزمن الذي لا يستجيب للعلاج الدوائي.
• تورم الركبة المصحوب بتيبّس.
• عدم القدرة على ممارسة التمارين أو الأنشطة اليومية.
• الرغبة في تأجيل الجراحة.
رابعًا: الفوائد المحتملة للحقن الموضعي
• تخفيف سريع للألم.
• تقليل الالتهاب داخل المفصل.
• تحسين مدى الحركة والوظيفة.
• تقليل الحاجة للأدوية الفموية ومضاعفاتها.
• خيار غير جراحي للمرضى كبار السن أو الذين لا يتحملون الجراحة.
خامسًا: المحاذير والآثار الجانبية
• حدوث تورم مؤقت أو ألم بعد الحقن.
• احتمالية الإصابة بالعدوى (نادرة جدًا مع التعقيم الجيد).
• تأثير مؤقت وقد يتطلب تكرار الحقن.
• ضعف الغضروف أو هشاشة العظام مع الاستخدام المتكرر للكورتيزون.
• في حالات نادرة: حساسية من المادة المحقونة.
سادسًا: ما بعد الحقن – نصائح مهمة
• الراحة لمدة 24–48 ساعة بعد الحقن.
• تجنب الأنشطة الشاقة لعدة أيام.
• استخدام كمادات باردة إذا حدث تورم.
• متابعة الطبيب في حال استمرار الألم أو حدوث مضاعفات.
سابعًا: أهم الأسئلة الشائعة
هل الحقن الموضعي يُغني عن الجراحة؟
في بعض الحالات، نعم. قد يُؤجّل الحاجة للجراحة لفترة طويلة، خصوصًا في المراحل المبكرة.
كم مرة يمكنني أخذ حقن الركبة؟
يعتمد على نوع الحقن، لكن عادةً لا يُنصح بأكثر من 3–4 مرات سنويًا للكورتيزون.
هل تؤلم الحقنة؟
يُستخدم مخدّر موضعي لتقليل الإحساس، والإجراء لا يستغرق سوى دقائق.
متى أشعر بالتحسن؟
الكورتيزون يبدأ مفعوله خلال أيام، الهيالورونيك بعد أسابيع، والـPRP يتطلب عدة جلسات.
هل يمكنني العودة للرياضة بعد الحقن؟
نعم، لكن يُفضل التدرج واستشارة الطبيب بشأن التوقيت المناسب.
الخاتمة
الحقن الموضعي لعلاج ألم الركبة يُعد خيارًا فعالًا وآمنًا في العديد من الحالات، ويمكن أن يحسّن من جودة حياة المرضى ويُقلل الحاجة للعلاجات الأكثر تدخلاً.
لكن يظل التقييم الطبي الدقيق هو الأساس لاختيار النوع المناسب وتوقيت الحقن.
استشر طبيبك دائمًا قبل اتخاذ القرار.