يُعتبر التهاب المفاصل من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا، ويؤثر بشكل مباشر على حياة المصاب، إذ يسبب ألمًا وتيبسًا في المفاصل، وقد يؤدي مع مرور الوقت إلى تشوه المفصل وفقدان القدرة على الحركة.
ورغم أن البعض يربط بين التهاب المفاصل والتقدم في السن فقط، إلا أنه قد يصيب الأشخاص في مختلف الأعمار، بما في ذلك الأطفال.
في هذا المقال، نأخذك في جولة شاملة لفهم هذا المرض: من أسبابه وأنواعه، إلى طرق تشخيصه، والعلاج المتاح له.
ما هو التهاب المفاصل؟
التهاب المفاصل هو مصطلح عام يُطلق على أكثر من 100 حالة مرضية تصيب المفاصل وتسبب الالتهاب، التورم، الألم، والتيبّس، وقد تشمل أيضًا الأنسجة المحيطة بالمفصل.
المفصل هو النقطة التي تلتقي فيها عظمتان أو أكثر، ويحتوي على غضاريف وسوائل تساعد على الحركة السلسة.
أنواع التهاب المفاصل
1. التهاب المفاصل التنكسي (الخشونة – Osteoarthritis):
- الأكثر شيوعًا.
- ينتج عن تآكل الغضاريف تدريجيًا، مما يؤدي إلى احتكاك العظام.
2. التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis):
- مرض مناعي ذاتي.
- يهاجم جهاز المناعة بطانة المفصل، مسبّبًا التهابًا مزمنًا.
3. النقرس (Gout):
- ناتج عن تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل.
- يُسبب نوبات ألم مفاجئة وشديدة.
4. التهاب المفاصل الصدفي (Psoriatic Arthritis):
- يصيب بعض مرضى الصدفية الجلدية.
- يؤثر على المفاصل ويسبب تورمًا وألمًا مشابهًا للروماتويد.
5. التهاب المفصل الإنتاني (Septic Arthritis):
- ناتج عن عدوى بكتيرية أو فيروسية داخل المفصل.
- حالة طبية طارئة.
6. التهاب المفاصل عند الأطفال (Juvenile Idiopathic Arthritis):
- يصيب الأطفال تحت سن 16 عامًا.
- يسبب تورمًا وألمًا ويؤثر على النمو.
أسباب التهاب المفاصل
- أمراض مناعية (مثل الروماتويد والذئبة).
- تآكل الغضاريف مع التقدم في العمر.
- الإصابات السابقة في المفصل.
- عدوى بكتيرية أو فيروسية.
- العوامل الوراثية.
- زيادة الوزن، ما يزيد الضغط على المفاصل.
رابعًا: أعراض التهاب المفاصل
تختلف الأعراض حسب نوع الالتهاب، لكن الأعراض العامة تشمل:
- ألم في المفصل يزداد مع الحركة.
- تيبّس خاصة في الصباح.
- تورم حول المفصل.
- احمرار أو سخونة في المنطقة المصابة.
- صعوبة في تحريك المفصل.
- ضعف عام أو إرهاق (خصوصًا في الأمراض المناعية).
- في الحالات المتقدمة: تشوه المفصل أو فقدان الحركة.
تشخيص التهاب المفاصل
يعتمد التشخيص على:
1. الفحص السريري:
- فحص المفاصل من حيث الشكل، الحركة، التورم، الحرارة.
2. الفحوصات المخبرية:
- تحليل الدم: مثل CRP، ESR، RF، ANA.
- تحليل حمض اليوريك (في حالات النقرس).
3. التصوير:
- الأشعة السينية لتقييم تآكل العظام أو الغضاريف.
- الرنين المغناطيسي للكشف عن الالتهابات داخل المفصل.
- الموجات فوق الصوتية لتقييم التورم والالتهاب.
4. تحليل سائل المفصل:
- يُسحب بإبرة لتحليل مكوناته إذا وُجد تورم أو اشتباه بعدوى.
علاج التهاب المفاصل
1. العلاج الدوائي:
- مسكنات الألم (باراسيتامول).
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
- أدوية مضادة للروماتويد (DMARDs).
- أدوية بيولوجية في الحالات الشديدة.
- أدوية خفض حمض اليوريك (في النقرس).
2. العلاج الموضعي:
- كمادات ساخنة أو باردة.
- مراهم مضادة للالتهاب.
3. العلاج الطبيعي:
- تمارين لتحسين المرونة وتقوية العضلات.
- جلسات علاج طبيعي لتقليل الألم والتيبّس.
4. الحقن الموضعية:
- حقن الكورتيزون لتقليل الالتهاب.
- حقن حمض الهيالورونيك لتحسين حركة المفصل.
- حقن البلازما (PRP) للمساعدة في تجديد الأنسجة.
5. الجراحة:
- تُستخدم في الحالات المتقدمة عند فشل العلاج التحفظي.
- مثل استبدال المفصل أو تنظيره لإصلاح الأضرار.
الوقاية من التهاب المفاصل أو تقليل الأعراض
- الحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على المفاصل.
- ممارسة الرياضة بانتظام (السباحة، المشي).
- اتباع نظام غذائي مضاد للالتهاب.
- تجنّب الحركات الخاطئة أو الإجهاد الزائد للمفاصل.
- علاج الإصابات فور حدوثها.
- فحص دوري لمن لديهم تاريخ عائلي.
الأسئلة الشائعة عن التهاب المفاصل
هل يمكن الشفاء من التهاب المفاصل؟
يعتمد ذلك على النوع. بعض الأنواع قابلة للعلاج الكامل، وبعضها الآخر مزمن ويُدار بالعلاج لتقليل الأعراض.
هل التهاب المفاصل مرتبط فقط بكبار السن؟
لا، بعض الأنواع مثل الروماتويد والنقرس والتهاب المفاصل لدى الأطفال تصيب الشباب والأطفال أيضًا.
هل الرياضة مفيدة؟
نعم، الرياضة الخفيفة والمنتظمة تقلل التيبّس وتحافظ على قوة المفاصل.
هل الطعام يؤثر على التهاب المفاصل؟
نعم، الأطعمة المضادة للالتهاب مثل أوميجا 3، والخضروات، والفواكه تساعد في تخفيف الأعراض، بينما اللحوم الحمراء والسكريات قد تزيد الالتهاب.
الخاتمة:
التهاب المفاصل ليس مجرد ألم في العظام، بل هو حالة صحية قد تؤثر على حياة المريض إذا لم تُشخّص وتُعالج في وقت مبكر.
العلاج المناسب، والنمط الحياتي السليم، والمتابعة الطبية المنتظمة، يمكنهم معًا أن يُحدثوا فرقًا كبيرًا في حياة المرضى.