يُعد الصرع عند الأطفال من أكثر اضطرابات الجهاز العصبي شيوعًا في مرحلة الطفولة. ويثير الكثير من القلق لدى الأهل عند حدوثه لأول مرة، خاصةً بسبب المفاهيم المغلوطة المنتشرة حوله. فهل الصرع مرض دائم؟ وهل له علاج فعّال؟ هذا ما سنوضحه في هذا المقال الطبي المفصل.
ما هو الصرع عند الأطفال؟
الصرع هو اضطراب عصبي مزمن يُصيب الدماغ، ويتسبب في نوبات كهربائية غير طبيعية تؤدي إلى تغير مؤقت في الحركة أو السلوك أو الوعي. تختلف شدة وتكرار النوبات من طفل لآخر.
أنواع نوبات الصرع عند الأطفال
1. نوبات الصرع الجزئي (البؤري):
• تبدأ في جزء معين من الدماغ.
• قد تشمل حركات غير طبيعية أو تغيرات حسية دون فقدان وعي.
2. نوبات الصرع العامة:
• تشمل كلا الجانبين من الدماغ.
• مثل: نوبات التشنج التوتري الرمعي (Grand Mal) أو نوبات الغياب (Absence Seizures).
3. نوبات التشنج الحراري:
• تحدث أثناء ارتفاع درجة الحرارة.
• ليست دائمًا مؤشرًا على صرع مزمن.
أسباب الصرع عند الأطفال
• الوراثة: بعض أنواع الصرع لها صلة وراثية.
• مشاكل أثناء الولادة: مثل نقص الأكسجين أو النزيف.
• إصابات الرأس أو الدماغ.
• التهابات في الدماغ (مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ).
• أورام دماغية (نادرة ولكنها محتملة).
• تشوهات خلقية في الدماغ.
• أسباب غير معروفة في بعض الحالات.
أعراض الصرع عند الأطفال
• تشنجات عضلية لا إرادية.
• فقدان الوعي أو الغياب المؤقت عن الوعي.
• حركات عين غير طبيعية.
• تيبّس مفاجئ في الأطراف.
• اضطرابات في التنفس.
• التبول أو التبرز أثناء النوبة.
• تشويش ذهني أو نوم عميق بعد النوبة.
متى يجب زيارة طبيب الأعصاب؟
• عند حدوث نوبة تشنج لأول مرة.
• تكرار النوبات بدون سبب واضح.
• استمرار النوبة لأكثر من 5 دقائق.
• ظهور علامات غير طبيعية بعد النوبة (مثل ضعف أحد الأطراف أو مشاكل في الوعي).
كيف يتم تشخيص الصرع؟
1. القصة المرضية المفصلة من الوالدين أو الشهود.
2. رسم كهرباء الدماغ (EEG): للكشف عن النشاط الكهربي غير الطبيعي.
3. أشعة رنين مغناطيسي (MRI): للكشف عن أي تشوهات أو أورام.
4. تحاليل الدم للكشف عن أسباب مثل الالتهابات أو الاختلالات الأيضية.
هل الصرع عند الأطفال دائم؟
ليس دائمًا.
• تشير الدراسات إلى أن نحو 60–70% من الأطفال الذين يُشخّصون بالصرع يمكنهم الشفاء التام أو السيطرة عليه بالعلاج.
• بعض الأنواع تُشفى تلقائيًا مع النمو (مثل صرع الغياب الطفولي).
• حالات أخرى قد تستمر لكنها تستجيب للعلاج الدوائي أو الجراحي.
ما هو علاج الصرع عند الأطفال؟
1. الأدوية المضادة للتشنجات
• تُعطى حسب نوع النوبة.
• يتم ضبط الجرعة بعناية.
• يجب عدم إيقاف الدواء فجأة.
2. الجراحة (في حالات محدودة)
• إذا ثبت أن هناك بؤرة دماغية محددة مسؤولة عن النوبات.
3. العلاج الغذائي – حمية الكيتو
• فعالة لبعض الأطفال.
• تعتمد على تقليل الكربوهيدرات وزيادة الدهون.
4. تحفيز العصب المبهم (VNS)
• جهاز يُزرع تحت الجلد لتحفيز العصب وتقليل النوبات.
5. العلاج النفسي والسلوكي
• لدعم الطفل وتحسين ثقته بنفسه خاصة مع تكرار النوبات.
التعايش مع الصرع
• ممارسة الحياة الطبيعية مسموحة عند السيطرة على النوبات.
• الابتعاد عن الألعاب الخطرة مثل السباحة بدون رقابة.
• المتابعة الدورية مع الطبيب.
• دعم الطفل نفسيًا واجتماعيًا.
أهم الأسئلة الشائعة
هل يؤثر الصرع على ذكاء الطفل؟
لا في معظم الحالات، خاصة إذا كان التشخيص مبكرًا والعلاج منتظمًا.
هل الصرع مرض نفسي؟
لا، هو اضطراب عصبي وليس نفسي.
هل يمكن الشفاء من الصرع؟
نعم، في نسبة كبيرة من الأطفال، خصوصًا الأنواع الحميدة.
هل كل تشنج يعني صرع؟
لا، مثل التشنجات الحرارية أو نقص السكر قد تسبب نوبات مؤقتة.
هل يحتاج الطفل المصاب إلى مدرسة خاصة؟
غالبًا لا، لكن يعتمد على شدة الحالة ووجود مشاكل سلوكية أو ذهنية مصاحبة.
الخاتمة
الصرع عند الأطفال ليس نهاية المطاف، بل هو حالة طبية يمكن تشخيصها وعلاجها بفعالية كبيرة. المفتاح هو التشخيص المبكر، الالتزام بالعلاج، والمتابعة المستمرة.
بالعلم والدعم، يمكن للأطفال المصابين بالصرع أن يعيشوا حياة طبيعية وآمنة.